[b]ياالهي .... كيف اصف هذا اليوم الفريد الذي قلما ان يمر مثله علي السودان .. ما زالت المشاعر متضاربة وانا اكتب يعد عودتي للبيت بعد المشاركة في تشييع سيدي ومولاى السيد احمد الميرغني نور الله ضريحه الطاهر وأنزل عليه شآبيب رحمته ورضوانه .... وكم يعز علينا وكم يتلظي الحشا أن ندعوا له بهذا الدعاء بعد أن كان ملء السمع والبصر بحضوره الطاغي وصوته الفخيم الذي يدخل علي القلب الطمأنينة ولسان الحال يستعير مقولة الجدة الزهراء عندما ووري جسد سيدنا المصطفي محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم (أهان عليكم أن تحثوا علي رسول الله التراب) ولكنه قضاء الله علي بني آدم فقالها لحبيبه المصطفي محمد عليه أفضل الصلاة وأزكي التسليم(أنك ميت وأنهم ميتون) فلولا ذلك لعز الصبر علي مثل هذا الامر ولولا يقيننا بأنه مضي لمن هو أرحم بنا من أنفسنا ومن أمهاتنا وأنه سيجتمع من بعد طول الابتلاء بالسوي والاحتجاب بالجسدانية بحبيبه وجده المصطفي محمد عليه أزكي الصلاة والتسليم وبقية العقد الفريد الطاهر من الآباء والامهات من آل البيت وصحابة المصطفي والعارفين بالله الذين تلذ صحبتهم ويحلوا جوارهم و محبيهم الصادقين الذين سبقوه الي دار البرزخ ولسان حاله يردد مقولة سيدنا بلال عليه رضوان الله عندما صاحت الصانحة (واكرباه) عندما رأته يكابد سكرات الموت فقال لها (بل واطرباه ..اليوم نلقي الاحبة ..محمدا وصحبه) لولا ذلك لما كان لنا من عزاء ولا سلوي .
بداية من قبل خروجي من البيت ظل هاتفي يرن ويتصل الاخوان المحبين بعضهم كان مرابطا في المطار و ويعضهم في جنينة مولانا السيد علي الميرغني في الخرطوم والبعض الآخر في ضريح مولانا السيد علي الميرغني في بحري .. وكلهم يتحدث عن وجود أعداد كبيرة من المستقبلين والمترقبين لوصول مولانا السيد محمد عثمان وجثمان مولانا السيد أحمد الميرغني والذي كان مقررا وصولهما العاشرة صباحا والعاشرة والنصف صباحا علي التوالي .... وظلت الانباء تتضارب عن وصولهما في طائرة واحدة او طائرتين .. وتتغير مواعيد الوصول كل قليل ...في نهاية الامر تأكد أن مولانا السيد محمد عثمان قد وصل الي البلاد في حوالي الحادية عشر صباحا علي متن طائرة مصرية مقدمة من رئاسة الجمهورية ... في حين أن الحكومة السودانية كان قد أرسلت طائرة رئاسية الي مولانا السيد محمد عثمان في المملكة العربي السعودية فأستقلها مولانا للوصول الي القاهرة لتلقي العزاء والاشراف علي ترتيبات تجهيز جثمان الفقيد الغالي للنقل الي السودان
ومن ثم خصصت الطائرة الرئاسية لنقل جثمان الفقيد الغالي من الاسكندرية واذا باقلاعها يتأخر نتيجة للضباب في الاسكندرية وكأنما مولانا السيد أحمد يصر علي أن يتأخر عن أخيه الاكبر بخطوة حتي وهو ميت ... وفي النهاية حطت الطائرة في مطار الخرطوم في حوالي الواحدة والنصف ظهرا.
في تلك اللحظات عند خروجي من البيت قررت أن أتوجه الي الجنينة مرورا بالضريح ومنازل السادة في شمبات فوجدت السادة في حالة تأهب وترقب ومن ثم مضيت الي المسجد فاذا به مكتظ بالناس حتي يخيل اليك انه لا أحد قد مضي الي المطار أو الي الجنينة .... ووجدت رجال الشرطة داخل ساحة المسجد قد ضربوا طوقا واسعا حول مبني المسجد والضريح الطاهر ..... فأتخذت قراري بالمضي الي الجنينة والمرابطة فيها فتوكلت علي الله ومضيت اليها تسبقني اليها الاشواق والمشاعر تختلط ببعضها من حزن كبير علي فقدنا الضخم وفرحة بقرب الاكتحال بمرأي سيد الناس مولانا السيد محمد عثمان ... والحال كما تصفه الاية الكريمة (كيلا تأسوا علي ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم )... وعندما ترجلت من السيارة أول ما لاحظته كان الوجود الشرطي والامني الكثيف للغاية .. ويبدو أن الحكومة كانت في تخوف وقلق كبير من هذا الحشد التلقائي المخيف كما أخبرني أحد المقربين من مراكز صنع القرارات الامنية أنه ظلت الدوائر الامنية الحكومية في أعلي مستوياتها منذ لحظة وصول نبأ انتقال مولانا السيد أحمد وعزم مولانا السيد محمد عثمان علي المشاركة في التشييع في حالة اجتماع دائم حتي انه قال ان استعداد الحكومة لهذا الحدث كان أعلي من استعدادنا كختمية بكثير ..وحتي أنها لجأت الي ايقاف دخول الوفود من انحاء السودان المختلفة الي الخرطوم عند مداخلها المختلفة تخوفا من زيادة حجم الحشد الكثيف اصلا .... علي كل كان جزء من الخطة الامنية الاعلان عن مسار محدد للموكب ثم استخدام غيره وبدأ هذا الامر من المطار الذي اقيمت فيه مراسم تشييع عسكرية لمولانا باعتباره رئيسا سابقا وبالتالي كان الاستقبال حتي لمولانا السيد محمد عثمان كأنه استقبال لرئيس زائر فلله درهم من حازوا السيادة الظاهرة والباطنة قهرا رغم انوف من يريدون لهم خلاف ذلك وكيف لا والمدافع عنهم هو مالك الملك العظيم .. ولكن هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ؟
اتصل بي بعض الاخوان من المطار مؤكدين حدوث ربكة في وسط حشود المستقبلين في المطار نتيجة لمرور عربات المخاطبة الجماهيرية وسط الناس وادلاؤها بمعلومات متضاربة للحشود في كل مرة ... فتارة تدعوهم الي المرابطة في المطار وتارة تدعوهم الي التوجه الي جنينة السيد علي .... وتعلن عن مرور الموكب من مسار وتارة من مسار آخر .... وخلص الكثير من المرابطين الي أن هذا الامر يبدو وكأنه جزء من الخطة الامنية لتقليص حجم الحشودولفتح الطريق للموكب .. مما أدي في نهاية الامر الي توجه اعداد كبيرة من الجماهير الي الجنينة حتي قبل خروج الموكب من المطار ..... وفي ذلك الوقت في الجنينة كان الامر يسير علي نفس الوتيرة فقد شهدنا عربات المخاطبة تدعوا الناس للاصطفاف علي جانبي شارع النيل استعدادا لمرور الجثمان وفعلا قمت ومعي بعض الاخوان بالتوجه شرقا من جنينة مولانا السيد علي عبر شارع النيل علي أمل أن نجد منطقة قليلة الازدحام لنرابط فيها عسي أن نحظي برؤية جيدة للموكب المبارك... واذا بالنباء تأتينا بأن الموكب قد دخل من شارع الجامعة وأنه شق طريقه الي داخل الجنينة .... وعلمنا فبما بعد أنه قد تم ايقاف حشد كبير كان متوجها من امدرمان الي الخرطوم علي اساس ان الموكب سيمر حسب الخطة الاولي التي اعلنت من جنينة السيد علي الي ام درمان عبر كوبري النيل الابيض ثم يمر عبر كوبري شمبات الي منزل السيد احمد في الميرغنية في بحري ليستقر قليلا هناك ومن ثم يتوجه الي المسجد للصلاة عليه والدفن ... وكنا ممن علم ان هذا المسار قد تبدل والغيت ام درمان من المسار من قبل التشييع بيوم بالرغم من ذلك تم ايقاف هذا الحشد القادم من ام درمان تحت هذا الزعم .
[size=12]وهناك تصحيح واجب لبعض المعلومات التي وردت في باية هذا المقال وهي ان مولانا السيد محمد عثمان قد حضر برفقة جثمان مولانا السيد احمد في طائرة واحدة وهي طائرة تجارية تتبع لشركة صن اير كما ان ميعاد الوصول كان الثانية والربع تقريبا ونواصل .... عدنا بعد وصول هذا النبأ الي الجنينة ووجدنا الامر بالفعل كما قال الاخوان ان الموكب قد دخل الي داخل الجنينة والادهي من ذلك قام رجال الشرطة باغلاق مداخل الجنينة لمنع مزيد الازدحام في داخلها فحاولت ومن معي الولوج اليها ونجحنا في ذلك ولكن حقيقة كانت الحركة بداخلها صعبة للغاية .... في تلك اللحظة بدأت بالتفكير في ترتيب الاولويات لأنه كان واضحا والامر علي ماهو عليه فمن الصعوبة بمكان ان يرافق مولانا السيد محمد عثمان الجثمان عبر مساره المحدد فتوقعت ان يتم الفصل بين حركة مولانا وحركة موكب التشييع وقد كان فقررت ان اركز للغاية مع حركة العربة التي تقل جثمان مولانا السيد احمد رضي الله عنه وتركت بالمرة محاولة مشاهدة مولانا السيد محمد عثمان علي الرغم من الشوق العظيم لمطالعة وجهه الكريم الذي حرمنا منه طويلا ... فشاورت الاخوان الذين معي واقروا هذا الرأي فخرجنا عبر بوابة الجنينة الغربية ورابطنا امامها في انتظار خروج عربة الاسعاف المقلة للراحل الغالي .
فعلا خرجت عربة الاسعاف من البوابة الغربية للجنينة واحاط بها رجال الشرطة احاطة السوار بالمعصم وبكميات كبيرة بحيث لا يصل اليها احد ماعدا من تعلق بها من بعض الاخوان من الداخل من قبل خروجها من داخل الجنينة وبمجرد خروجها هجم عليها بعض المحبين محاولين الوصول اليها مما ادي لدخولهم في اشتباك مع رجال الشرطة تم فضه بسرعة .... المهم شرعت ومن معي من الاخوان في ترديد توسل الاستاذ الختم باسماء الله الحسني وهو كما تعلمون منوال اهل هذه الطريقة النورانية في تشييع موتاهم واذا به يسري في الجموع لينتظم الكل في ترديده في حماس وبصوت عال مودعين به شيخهم المحبوب واذا بصائح يصيح فليتقدم حملة البيارق الي امام العربة واذا بهم يتقدمون من كل حدب وصوب ولسان حالهم حديث المصطفي محمد عليه الصلاة والسلام في الحض علي الانتظام واظهار روح الجماعة (لينوا في يدي اخوانكم)... فتقدموا ليصبح مالا يقل عن عشرين راية تسير امام العربة في مشهد مهيب ومن خلفها يعلوا صوت التوسل وكأنه صادر من لسان واحد....مما ذكرني بقول الامام احمد بن حنبل رضي الله عنه (بيننا وبينهم الجنائز) ليري الاعداء والمنكرون كيف يلقي الحق جل وعلا القبول لصفوة من عباده المخلصين في قلوب بقية عباده ليسيروا في جنائزهم بهذا العدد المهول والاخلاص الذي طغي علي طول المشوار وهجير الشمس18 [/b].[/size]
بداية من قبل خروجي من البيت ظل هاتفي يرن ويتصل الاخوان المحبين بعضهم كان مرابطا في المطار و ويعضهم في جنينة مولانا السيد علي الميرغني في الخرطوم والبعض الآخر في ضريح مولانا السيد علي الميرغني في بحري .. وكلهم يتحدث عن وجود أعداد كبيرة من المستقبلين والمترقبين لوصول مولانا السيد محمد عثمان وجثمان مولانا السيد أحمد الميرغني والذي كان مقررا وصولهما العاشرة صباحا والعاشرة والنصف صباحا علي التوالي .... وظلت الانباء تتضارب عن وصولهما في طائرة واحدة او طائرتين .. وتتغير مواعيد الوصول كل قليل ...في نهاية الامر تأكد أن مولانا السيد محمد عثمان قد وصل الي البلاد في حوالي الحادية عشر صباحا علي متن طائرة مصرية مقدمة من رئاسة الجمهورية ... في حين أن الحكومة السودانية كان قد أرسلت طائرة رئاسية الي مولانا السيد محمد عثمان في المملكة العربي السعودية فأستقلها مولانا للوصول الي القاهرة لتلقي العزاء والاشراف علي ترتيبات تجهيز جثمان الفقيد الغالي للنقل الي السودان
ومن ثم خصصت الطائرة الرئاسية لنقل جثمان الفقيد الغالي من الاسكندرية واذا باقلاعها يتأخر نتيجة للضباب في الاسكندرية وكأنما مولانا السيد أحمد يصر علي أن يتأخر عن أخيه الاكبر بخطوة حتي وهو ميت ... وفي النهاية حطت الطائرة في مطار الخرطوم في حوالي الواحدة والنصف ظهرا.
في تلك اللحظات عند خروجي من البيت قررت أن أتوجه الي الجنينة مرورا بالضريح ومنازل السادة في شمبات فوجدت السادة في حالة تأهب وترقب ومن ثم مضيت الي المسجد فاذا به مكتظ بالناس حتي يخيل اليك انه لا أحد قد مضي الي المطار أو الي الجنينة .... ووجدت رجال الشرطة داخل ساحة المسجد قد ضربوا طوقا واسعا حول مبني المسجد والضريح الطاهر ..... فأتخذت قراري بالمضي الي الجنينة والمرابطة فيها فتوكلت علي الله ومضيت اليها تسبقني اليها الاشواق والمشاعر تختلط ببعضها من حزن كبير علي فقدنا الضخم وفرحة بقرب الاكتحال بمرأي سيد الناس مولانا السيد محمد عثمان ... والحال كما تصفه الاية الكريمة (كيلا تأسوا علي ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم )... وعندما ترجلت من السيارة أول ما لاحظته كان الوجود الشرطي والامني الكثيف للغاية .. ويبدو أن الحكومة كانت في تخوف وقلق كبير من هذا الحشد التلقائي المخيف كما أخبرني أحد المقربين من مراكز صنع القرارات الامنية أنه ظلت الدوائر الامنية الحكومية في أعلي مستوياتها منذ لحظة وصول نبأ انتقال مولانا السيد أحمد وعزم مولانا السيد محمد عثمان علي المشاركة في التشييع في حالة اجتماع دائم حتي انه قال ان استعداد الحكومة لهذا الحدث كان أعلي من استعدادنا كختمية بكثير ..وحتي أنها لجأت الي ايقاف دخول الوفود من انحاء السودان المختلفة الي الخرطوم عند مداخلها المختلفة تخوفا من زيادة حجم الحشد الكثيف اصلا .... علي كل كان جزء من الخطة الامنية الاعلان عن مسار محدد للموكب ثم استخدام غيره وبدأ هذا الامر من المطار الذي اقيمت فيه مراسم تشييع عسكرية لمولانا باعتباره رئيسا سابقا وبالتالي كان الاستقبال حتي لمولانا السيد محمد عثمان كأنه استقبال لرئيس زائر فلله درهم من حازوا السيادة الظاهرة والباطنة قهرا رغم انوف من يريدون لهم خلاف ذلك وكيف لا والمدافع عنهم هو مالك الملك العظيم .. ولكن هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ؟
اتصل بي بعض الاخوان من المطار مؤكدين حدوث ربكة في وسط حشود المستقبلين في المطار نتيجة لمرور عربات المخاطبة الجماهيرية وسط الناس وادلاؤها بمعلومات متضاربة للحشود في كل مرة ... فتارة تدعوهم الي المرابطة في المطار وتارة تدعوهم الي التوجه الي جنينة السيد علي .... وتعلن عن مرور الموكب من مسار وتارة من مسار آخر .... وخلص الكثير من المرابطين الي أن هذا الامر يبدو وكأنه جزء من الخطة الامنية لتقليص حجم الحشودولفتح الطريق للموكب .. مما أدي في نهاية الامر الي توجه اعداد كبيرة من الجماهير الي الجنينة حتي قبل خروج الموكب من المطار ..... وفي ذلك الوقت في الجنينة كان الامر يسير علي نفس الوتيرة فقد شهدنا عربات المخاطبة تدعوا الناس للاصطفاف علي جانبي شارع النيل استعدادا لمرور الجثمان وفعلا قمت ومعي بعض الاخوان بالتوجه شرقا من جنينة مولانا السيد علي عبر شارع النيل علي أمل أن نجد منطقة قليلة الازدحام لنرابط فيها عسي أن نحظي برؤية جيدة للموكب المبارك... واذا بالنباء تأتينا بأن الموكب قد دخل من شارع الجامعة وأنه شق طريقه الي داخل الجنينة .... وعلمنا فبما بعد أنه قد تم ايقاف حشد كبير كان متوجها من امدرمان الي الخرطوم علي اساس ان الموكب سيمر حسب الخطة الاولي التي اعلنت من جنينة السيد علي الي ام درمان عبر كوبري النيل الابيض ثم يمر عبر كوبري شمبات الي منزل السيد احمد في الميرغنية في بحري ليستقر قليلا هناك ومن ثم يتوجه الي المسجد للصلاة عليه والدفن ... وكنا ممن علم ان هذا المسار قد تبدل والغيت ام درمان من المسار من قبل التشييع بيوم بالرغم من ذلك تم ايقاف هذا الحشد القادم من ام درمان تحت هذا الزعم .
[size=12]وهناك تصحيح واجب لبعض المعلومات التي وردت في باية هذا المقال وهي ان مولانا السيد محمد عثمان قد حضر برفقة جثمان مولانا السيد احمد في طائرة واحدة وهي طائرة تجارية تتبع لشركة صن اير كما ان ميعاد الوصول كان الثانية والربع تقريبا ونواصل .... عدنا بعد وصول هذا النبأ الي الجنينة ووجدنا الامر بالفعل كما قال الاخوان ان الموكب قد دخل الي داخل الجنينة والادهي من ذلك قام رجال الشرطة باغلاق مداخل الجنينة لمنع مزيد الازدحام في داخلها فحاولت ومن معي الولوج اليها ونجحنا في ذلك ولكن حقيقة كانت الحركة بداخلها صعبة للغاية .... في تلك اللحظة بدأت بالتفكير في ترتيب الاولويات لأنه كان واضحا والامر علي ماهو عليه فمن الصعوبة بمكان ان يرافق مولانا السيد محمد عثمان الجثمان عبر مساره المحدد فتوقعت ان يتم الفصل بين حركة مولانا وحركة موكب التشييع وقد كان فقررت ان اركز للغاية مع حركة العربة التي تقل جثمان مولانا السيد احمد رضي الله عنه وتركت بالمرة محاولة مشاهدة مولانا السيد محمد عثمان علي الرغم من الشوق العظيم لمطالعة وجهه الكريم الذي حرمنا منه طويلا ... فشاورت الاخوان الذين معي واقروا هذا الرأي فخرجنا عبر بوابة الجنينة الغربية ورابطنا امامها في انتظار خروج عربة الاسعاف المقلة للراحل الغالي .
فعلا خرجت عربة الاسعاف من البوابة الغربية للجنينة واحاط بها رجال الشرطة احاطة السوار بالمعصم وبكميات كبيرة بحيث لا يصل اليها احد ماعدا من تعلق بها من بعض الاخوان من الداخل من قبل خروجها من داخل الجنينة وبمجرد خروجها هجم عليها بعض المحبين محاولين الوصول اليها مما ادي لدخولهم في اشتباك مع رجال الشرطة تم فضه بسرعة .... المهم شرعت ومن معي من الاخوان في ترديد توسل الاستاذ الختم باسماء الله الحسني وهو كما تعلمون منوال اهل هذه الطريقة النورانية في تشييع موتاهم واذا به يسري في الجموع لينتظم الكل في ترديده في حماس وبصوت عال مودعين به شيخهم المحبوب واذا بصائح يصيح فليتقدم حملة البيارق الي امام العربة واذا بهم يتقدمون من كل حدب وصوب ولسان حالهم حديث المصطفي محمد عليه الصلاة والسلام في الحض علي الانتظام واظهار روح الجماعة (لينوا في يدي اخوانكم)... فتقدموا ليصبح مالا يقل عن عشرين راية تسير امام العربة في مشهد مهيب ومن خلفها يعلوا صوت التوسل وكأنه صادر من لسان واحد....مما ذكرني بقول الامام احمد بن حنبل رضي الله عنه (بيننا وبينهم الجنائز) ليري الاعداء والمنكرون كيف يلقي الحق جل وعلا القبول لصفوة من عباده المخلصين في قلوب بقية عباده ليسيروا في جنائزهم بهذا العدد المهول والاخلاص الذي طغي علي طول المشوار وهجير الشمس18 [/b].[/size]